-A +A
نادر العنزي (تبوك)
تمتلك منطقة تبوك مقومات سياحية طبيعية وأثرية وتراثية، ما يؤهلها لتصبح من الوجهات السياحية الرئيسية على المستويين الوطني والدولي، وأن تكون مقصداً للمستثمرين الباحثين عن الفرص الاستثمارية الجديدة والواعدة.
تبوك الورد كما يحلو لأهلها تسميتها تمتاز بمكانتها بين مدن المملكة، لما تعيشه من مناخ تطوري شامل يحمل تقدما حضاريا وعمرانيا وزراعيا واقتصاديا وسياحيا.

ورغم ما تملكه المنطقة من مقومات سياحية تجعلها تنافس أماكن كثيرة من دول العالم، وتجهيز البنية التحتية في الخدمات من الكهرباء وشبكة الموصلات والمياه والصرف الصحي والخدمات البلدية والصحية وغيرها.. إلا أن هناك قصورا في الاستثمار فيها، خاصة في المناطق التي تتميز ببكريتها وتنوعها.
وهذا ما دفع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، إلى دعوة رجال الأعمال في منطقة تبوك وفي بقية مناطق المملكة والعالم من المستثمرين في المجال السياحي إلى الاستثمار في محافظات ومراكز منطقة تبوك، وإقامة مشروعات سياحية على مواقع مميزة بامتداد شواطئ البحر الأحمر.
وعول سموه على دور الغرفة التجارية الصناعية وهيئة الاستثمار للقيام بدورها في دعوة رجال الأعمال والمستثمرين في هذا المجال، وعرضها ما توفر من فرص استثمارية كبيرة ومجدية موجودة بالمنطقة، بالتعاون مع أمانة منطقة تبوك وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة، لإقامة مثل هذه المشاريع السياحية لما لها من مردود إيجابي على المنطقة وعلى المستثمر و المجتمع المحلي.
وفي هذا الإطار أكد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك ناصر الخريصي، أن التنمية السياحية تواجهها معوقات منها ضعف الدعم المالي من الصناديق الداعمة للمشاريع السياحية.. أما فيما يخص المعوقات الأخرى التي تقف أمام الاستثمار السياحي في المنطقة كندرة طرح الأراضي السياحية الاستثمارية من قبل الجهات الحكومية، وطول فترة الحصول على التراخيص في بعض الأنواع من المشاريع السياحية، لتعدد الجهات ذات العلاقة يجري العمل على تذليلها من قبل مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك، حيث نجح المجلس في تسهيل تنفيذ العديد من المشاريع السياحية في المنطقة.
وأكد الخريصي بأن مجلس التنمية السياحية في المنطقة يشجع المستثمرين، من خلال المشاركة السنوية بملتقى الاستثمار والسفر السياحي، بهدف تسويق المنطقة سياحياً والتعريف بالمقومات السياحية التي يمكن استثمارها، مؤكداً قيام الهيئة بإعداد دراسات جدوى اقتصادية للعديد من المشاريع السياحية المتنوعة وتوفيرها للمستثمرين، مشيرا إلى أن الهيئة ساهمت في صدور الكثير من القرارات التي تشجع الاستثمار السياحي، والتي منها قرار زيادة الفترات الزمنية الإيجارية لتصل إلى 50 عاما للمواقع السياحية.
وزاد، بالتعاون والشراكة مع أمانة المنطقة تم الانتهاء بنسبة 80 % من إعداد مشروع التنمية السياحية لساحل البحر الأحمر، الذي يعد من أهم وأكبر الدراسات الهادفة إلى إيجاد وجهات سياحية مميزة على الساحل، مدعومة بالمقومات السياحية الفريدة لكل محافظة من محافظات المنطقة، وإعداد الدراسات الاقتصادية والنماذج الاستثمارية لها للخروج بحقائب استثمارية يمكن طرحها وتسويقها.
وأضاف الخريصي، أن هيئة السياحة ممثلة بفرعها بالمنطقة قامت بطرح عدد من المشاريع السياحية، بحيث تتحمل الهيئة تكلفة تنفيذها بالكامل لتشكل فرصا استثمارية في المنطقة يمكن طرحها وتسويقها، مثل مشاريع المراسي البحرية الترفيهية، في كل من الخريبة وأملج وضباء ومشروع تطوير حديقة النخيل بمحافظة حقل، وكذلك مشروع تهيئة قرية علقان التراثية، كما يجري العمل على إعداد مخططات تطويرية لمنطقة الديسة بالتعاون مع أمانة المنطقة، وبتوجيه من صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية.
كما قام الفرع بعقد عدد من الاجتماعات وورش العمل مع المستثمرين والجهات ذات العلاقة في المنطقة، بهدف توضيح الفرص الاستثمارية السياحية القائمة التي تملكها منطقة تبوك، وكذلك الأنماط السياحية الجديدة التي يمكن الاستثمار بها، وتوضيح الإجراءات المعمول بها للحصول على التراخيص اللازمة، بالإضافة إلى ورشة خصصت للتعريف بالصناديق الداعمة مالياً في مجال الاستثمار السياحي حضرها مختصون من تلك الصناديق.
«عكاظ» التقت عددا من جال الأعمال، الذين أكدوا أن منطقة تبوك ستشهد ارتفاعا في حركة المشاريع السياحية خلال الخمس سنوات المقبلة ارتفاعا كبيرا من حيث الاستثمار.
وقال رجل الأعمال نايف بن عوض البلوي إن منطقة تبوك تتمتع بفرص استثمارية جاذبة للمستثمر في المنطقة في مختلف المجالات، فتبوك منطقة خصبة لفتح باب الاستثمار فيها، لا سيما بعد الطفرة التي اجتاحت المملكة في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات والأصعدة، وأصبحت محط أنظار للكثير من المستثمرين داخل المملكة وخارجها، ومنطقة بيئية جاذبة للاستثمار لما تحويه من مقومات استثمارية متنوعة شجعت على السعي لإيجاد فرص استثمارية متنوعة على أرضها الخصبة، وتنوعت الفرص الاستثمارية في تبوك ما بين مشاريع كبيرة ومتوسطة.
أما رجل الأعمال أحمد عطية الحارثي فيرى أن بيئة تبوك استثمارية جاذبة للمستثمر للاستثمار فيها لما تملكه من مقومات متنوعة، وكذلك موقعها الجغرافي، باعتبارها إحدى مناطق مرور القوافل التجارية قديماً وحديثاً، وتلاقيها مع الطرق الدولية التي تربط المملكة مع الدول المجاورة.. ودعا الحارثي رجال الأعمال السعوديين والخليجيين على دعم الاستثمار في تبوك لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، في ظل ما تشهده من نمو وازدهار وإنفاق كبير من قبل الدولة.